WhatsApp Image 2025-08-12 at 5.59.08 PM

ما هو تاثير مرض السكري على العين: دليل شامل للأسباب والأعراض والتشخيص والوقاية والعلاج


AMP
SEOيُعد مرض السكري للعين من أكثر المضاعفات تأثيرًا على جودة الحياة لدى مرضى السكري. عندما ترتفع مستويات السكر بالدم لفترات طويلة، تتأثر الأوعية الدموية الدقيقة داخل الشبكية والبقعة الصفراء والعصب البصري، ما قد يقود إلى تشوش الرؤية أو فقدانها إذا لم يُكتشف مبكرًا ويُعالج بالطريقة الصحيحة. في هذا المرجع العملي، ستجد كل ما تحتاج معرفته — من التعريف العلمي إلى أحدث وسائل العلاج — مع نصائح مصممة خصيصًا لسكّان القاهرة ومصر عمومًا.

فحص قاع العين الدوري حجر الأساس لاكتشاف اعتلال الشبكية السكري.
التصوير المقطعي للتماسك البصري (OCT) لقياس وذمة البقعة الصفراء.

ما هو مرض السكري للعين؟

مصطلح مرض السكري للعين يشير إلى مجموعة من الاضطرابات العينية المرتبطة بداء السكري، أهمها: اعتلال الشبكية السكري الذي يحدث بسبب تلف الأوعية الدقيقة داخل الشبكية، ووذمة البقعة الصفراء عندما تتسرب السوائل إلى البقعة المسؤولة عن الرؤية الدقيقة، والزرق (الجلوكوما) الذي قد يرتبط بارتفاع ضغط العين واضطراب تصريف السوائل، وكذلك إعتام عدسة العين الذي يظهر أسرع لدى مرضى السكري مقارنة بغيرهم.

خطورة مرض السكري للعين تكمن في أنه قد يتطور بصمت؛ فقد تمر المراحل الأولى دون أعراض واضحة، ما يجعل الفحص الدوري ضروريًا حتى لمن لا يشكون من مشكلات في الرؤية. كلما اكتُشفت التغيرات أبكر، كانت خيارات العلاج أكثر فاعلية ونسبة الحفاظ على البصر أعلى.

لماذا يحدث؟ الآليات والعوامل المؤثرة

ارتفاع سكر الدم المزمن يُحدث سلسلة تغيّرات ميكرووعائية: يضعف الجدار الوعائي، ويحدث تسرب بلازمي ونزوف نقطية، وتتشكل مناطق حرمان من التروية، فتفرز الشبكية إشارات نمو تُحفّز تشكّل أوعية جديدة هشة (تُسمى التوعية الجديدة) سهلة النزف. كما قد تتراكم سوائل في مركز الإبصار مسببة وذمة البقعة التي تقلل حدة الرؤية.

عوامل تزيد المخاطر وتسّرع التدهور:

  • مدة الإصابة بالسكري (كلما طالت، زادت احتمالات اعتلال الشبكية).
  • عدم ضبط سكر الدم (ارتفاع HbA1c باستمرار).
  • ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية.
  • التدخين وقلة النشاط البدني.
  • أمراض كلوية مرافقة، والحمل لدى المصابة بالسكري.
ملاحظة مهمة: التحكم الدقيق بسكر الدم وضغطه يُبطئ تطور مرض السكري للعين ويُحسن استجابة العلاج، لكنه لا يُغني عن الفحص العيني الدوري.

الأنواع والمضاعفات الرئيسية لمرض السكري للعين

1) اعتلال الشبكية السكري غير التكاثري (NPDR)

هو المرحلة الأولى ويُصنّف عادة إلى خفيف ومتوسط وشديد. يظهر بنزوف نقطية، تمددات شعيرية مجهرية، إفرازات قطنية، ونقص تروية في بعض المناطق. قد لا يشعر المريض بأعراض تُذكر، لكن الصورة الوعائية تنذر بإمكان تطور الحالة إن لم تُضبط العوامل العامة.

2) اعتلال الشبكية السكري التكاثري (PDR)

فيه تنمو أوعية جديدة هشة على سطح الشبكية أو القرص البصري استجابة لنقص الأكسجين. هذه الأوعية تنزف بسهولة داخل الجسم الزجاجي، وقد تُشكّل أنسجة ليفية تسحب الشبكية وتُعرّضها لـانفصال شبكي شدّي. هنا ترتفع مخاطر فقدان الرؤية، ويصبح التدخل بالليزر والحقن والجراحة أكثر إلحاحًا.

3) وذمة البقعة الصفراء السكرية (DME)

قد ترافق المراحل المختلفة لاعتلال الشبكية. تتراكم السوائل ضمن نسيج البقعة فتتأثر الرؤية الدقيقة (القراءة، قيادة السيارة، الأعمال الدقيقة). تُشخّص بدقة عبر OCT الذي يقيس سُمك الشبكية ويرصد الاستجابة للعلاج.

4) الزرق (الجلوكوما) المرتبط بالسكري

قد يرتبط السكري بزيادة قابلية الإصابة بالزرق المفتوح الزاوية، كما قد يحدث زرق وعائي نتيجة تشكل أوعية جديدة على القزحية وزاوية العين، ما يرفع الضغط العيني بشدة. علاجه يجمع بين خفض الضغط بالأدوية/الليزر ومعالجة السبب الشبكي (الليزر الشامل أو الحقن).

5) إعتام عدسة العين (الساد)

يظهر مبكرًا ويتقدّم أسرع لدى مرضى السكري بسبب تغيرات أيضية في العدسة. قد يحتاج المريض إلى عملية استبدال العدسة المصابة بعد استقرار الشبكية والضغط العيني.

الأعراض والمؤشرات المبكرة

قد تمر المراحل الأولى دون أعراض، لكن من العلامات التي تستدعي الانتباه:

  • تشوش أو ضبابية الرؤية، خاصة عند القراءة والقيادة.
  • تذبذب حدة الإبصار مع تذبذب سكر الدم.
  • ظهور “عوّامات” أو خيوط سوداء مفاجئة (قد تشير إلى نزف زجاجي).
  • صعوبة الرؤية الليلية وتباين الألوان.
  • بقعة مظلمة أو خط متموج في مركز الرؤية (علامة محتملة لوذمة البقعة).

التشخيص والفحوصات

يعتمد تشخيص مرض السكري للعين على مزيج من التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي والتصوير:

  • فحص قاع العين بعد توسيع الحدقة: لرصد النزوف الدقيقة، الإفرازات القطنية، التوعية الجديدة.
  • OCT: قياس سُمك البقعة ورصد الوذمة أو الاستسقاء الكيسي.
  • تصوير الأوعية بالفلورسين (FA): يُظهر التسرب ومناطق نقص التروية بدقة لتخطيط الليزر.
  • قياس ضغط العين وفحص العصب البصري لاكتشاف الزرق المصاحب.
الفحصالغرضمتى يُطلب؟
فحص قاع العينتقييم الشبكية واكتشاف النزوف والتوعية الجديدةسنوياً لكل المرضى، وكل 3–6 أشهر حسب شدة الحالة
OCTقياس وذمة البقعة ومتابعة الاستجابة للعلاجعند الشك بوذمة البقعة أو لمتابعة العلاج
تصوير الأوعية بالفلورسينتحديد التسرب ومناطق نقص التروية لتخطيط الليزرفي حالات التكاثر أو عند التخطيط لليزر/الجراحة
قياس ضغط العينتحري الزرقدورياً، خاصة مع الأعراض أو التوعية القزحية
الليزر الشامل للشبكية يحدّ من نمو الأوعية غير الطبيعية ويقلل خطر النزف.

العلاج: دوائي، ليزر، وجراحي

يعتمد علاج مرض السكري للعين على شدة الإصابة ونوع المضاعفات:

أولًا: التحكم العام (أساس كل علاج)

  • ضبط سكر الدم (هدف HbA1c يُحدده طبيبك حسب العمر والحالة، وغالبًا حول 7% أو وفق التقييم الفردي).
  • التحكم بضغط الدم (BP) والدهون، ومعالجة أمراض الكلى إن وُجدت.
  • الإقلاع عن التدخين، وتنظيم النوم والنشاط البدني.

ثانيًا: الحقن الدوائية داخل العين

تُستخدم مضادات عامل النمو الوعائي (Anti-VEGF) لعلاج وذمة البقعة الصفراء وتقليل التوعية الجديدة. وفي حالات مختارة تُستخدم الستيرويدات داخل العين (حقن أو غرسات بطيئة التحرر) خصوصًا عند عدم تحمل مضادات VEGF أو في وجود التهاب/وذمة مقاومة. تواتر الحقن يبدأ عادةً شهريًا ثم يُعدّل حسب الاستجابة.

ثالثًا: العلاج بالليزر

  • الليزر البؤري/الشبكي الصغير لوذمة البقعة في حالات محددة.
  • الليزر الشامل المحيطي (PRP) في اعتلال الشبكية التكاثري للحد من نمو أوعية جديدة.

رابعًا: الجراحة الزجاجية الشبكية

تُجرى في حالات النزف الزجاجي الكثيف أو الانفصال الشبكي الشدّي أو فشل العلاجات المحافظة. تهدف لإزالة النزف والأنسجة الليفية وإعادة تثبيت الشبكية، وقد تترافق مع ليزر داخلي وغاز/زيت سيليكون.

تنبيه: اختيار العلاج وتكراره وتوقيته قرارات فردية تُتخذ بين المريض وطبيب العيون المعالج اعتمادًا على الفحص والتصوير والاستجابة السابقة. المعلومات هنا تثقيفية ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية المباشرة.

التغذية ونمط الحياة: كيف تدعم عينيك؟

الغذاء المتوازن والنشاط المنتظم يكمّلان العلاج الطبي. الهدف هو استقرار سكر الدم وتقليل الالتهاب وتحسين صحة الأوعية الدقيقة.

الإطار الغذائي العام

  • قلّل السكريات البسيطة والمشروبات المحلاة، واستبدلها بالماء أو الشاي غير المحلّى.
  • اختر كربوهيدرات معقّدة غنية بالألياف (حبوب كاملة، بقوليات) لتحقيق شبع أطول ومنحنى جلوكوز متزن.
  • أدرج مصادر دهون صحية (زيت زيتون، مكسرات، أسماك دهنية).
  • اهتم بالبروتينات الخالية من الدهون (دجاج بدون جلد، أسماك، بقوليات).
  • راقب أحجام الحصص واستخدم طبقًا أصغر لتسهيل التحكم.

مغذيات قد تفيد العين

  • أحماض أوميجا-3 (السلمون، السردين، بذور الكتان).
  • لوتين وزياكسانثين (السبانخ، الجرجير، الكرنب الأجعد) لدعم البقعة.
  • فيتامين C وE والزنك كمضادات أكسدة ضمن نظام غذائي متوازن.

النشاط البدني وإدارة التوتر

يوصى بنشاط معتدل 150 دقيقة أسبوعيًا (مثل المشي السريع)، وتمارين مقاومة مرتين أسبوعيًا بعد موافقة الطبيب. أساليب الاسترخاء (تنفس عميق، صلاة وتأمل، تنظيم النوم) تُحسّن التحكم الهرموني واستقرار الجلوكوز.

الوقاية والمتابعة الدورية

  • ابدأ فحص العين خلال 5 سنوات من تشخيص السكري النوع الأول، ومباشرة عند تشخيص النوع الثاني، ثم سنويًا على الأقل.
  • زد وتيرة المتابعة إلى كل 3–6 أشهر إذا وُجد اعتلال شبكي متوسط/شديد أو وذمة بقعية.
  • التزم بأدوية الضغط والدهون، وأبلغ طبيبك عن أي دواء جديد.
  • أوقف التدخين نهائيًا — فهو يضاعف مخاطر نقص التروية الشبكية.
  • احتفظ بسجل قراءات الجلوكوز وHbA1c وشاركها مع طبيب العيون والباطنة.
اختيارات غذائية متوازنة تدعم استقرار السكر وصحة العين.

السكري للعين لدى الأطفال والمراهقين والحوامل

الأطفال والمراهقون

يزداد الخطر مع طول مدة السكري وسوء الضبط. التعليم المبكر للعائلة بشأن قياس السكر، التغذية، والالتزام بالعلاج يُحدث فرقًا كبيرًا. تُحدّد فترات المتابعة فرديًا، وغالبًا تبدأ الفحوصات بعد بضع سنوات من التشخيص أو عند البلوغ.

الحمل

الحمل قد يُسرّع تطور اعتلال الشبكية بسبب تغيرات هرمونية ودورانية. ينبغي تقييم قاع العين قبل الحمل أو مبكرًا خلال الثلث الأول، ومتابعة لصيقة خلال الحمل وبعد الولادة، مع تنسيق وثيق بين طبيب النساء والعيون والباطنة.

الأسئلة الشائعة

هل يعود النظر لطبيعته بعد العلاج؟

يعتمد ذلك على شدة الضرر ومدة استمراره. في وذمة البقعة قد تتحسن الحدة بوضوح مع الحقن والمتابعة، أما في الاعتلال التكاثري المتقدم فقد يكون الهدف منع التدهور والحفاظ على الرؤية المتبقية.

كم يستغرق علاج وذمة البقعة؟

غالبًا يبدأ بسلسلة حقن شهرية لعدة أشهر، ثم تُمدد الفواصل حسب الاستجابة. قد يحتاج بعض المرضى لعلاج طويل الأمد لكن على فترات متباعدة.

هل الليزر مؤلم؟

يُجرى عادةً تحت تخدير موضعي بالقطرات. قد يشعر المريض بانزعاج أو لسعات خفيفة. يناقش الطبيب الخيارات لتقليل الانزعاج حسب الحالة.

هل يمكن الوقاية بالكامل؟

لا يمكن ضمان الوقاية التامة، لكن التحكم الجيد بالسكري والعوامل المرافقة والفحص المنتظم يقلل بشدة من خطر فقدان البصر.

نموذج خطة متابعة لمريض في القاهرة

إذا كنت تعيش في القاهرة، ففكّر في الجدولة التالية (قابلة للتعديل حسب طبيبك):

  • زيارة عيون شاملة كل 12 شهرًا في حال عدم وجود اعتلال.
  • كل 3–6 أشهر عند وجود اعتلال متوسط أو وذمة بقعية.
  • فحص ضغط العين في كل زيارة، وصورة OCT عند الشك بالتغير.
  • فحوصات معملية ربع سنوية لضبط السكر (HbA1c) والمتابعة مع طبيب الباطنة.

خلاصة عملية

مرض السكري للعين ليس حكمًا محتومًا بفقدان الرؤية. بالوعي والفحص المبكر والتحكم الجيد بالسكري والعلاج المناسب، يمكن الحفاظ على البصر لسنوات طويلة. ابدأ اليوم بخطوة صغيرة: احجز فحص قاع العين وحدّث طبيبك بنتائج تحاليلك الأخيرة.

تم إعداد هذا المحتوى لأغراض التثقيف الصحي العام ولا يغني عن مراجعة طبيب العيون أو اختصاصي الغدد. في حالات الطوارئ البصرية (ألم شديد، وميض وبقع مفاجئة، فقدان مفاجئ للرؤية) اتصل بالطوارئ أو توجّه لأقرب مستشفى.

 

Tags: No tags

6 Responses

اترك رداً على  ماهو الجسم الزجاجي للعين: التركيب، الوظائف، الأمراض، التشخيص والعلاج – د. شريف ممتاز حجازي إلغاء الرد

Your email address will not be published. Required fields are marked *